كيف يرى المصابون بعمى الألوان العالم من حولهم؟
هل سبق وتساءلت كيف يبدو العالم في عيون من يعانون عمى الألوان؟
في البداية يجب ان نشير هنا أن الاسم “عمى الألوان” ليس دقيقًا في الواقع لوصف تلك الحالة الطبية. لماذا استخدمناه في عنوان المقال إذن؟ ربما لأن “عمى الألوان” هو الاسم الشائع لها؛ وربما لأن هناك عمى ألوان حقيقي بالفعل وإن كان نادرًا للغاية؛ وربما لأننا لو استخدمنا الاسم الأدق “قصور رؤية الألوان Color Vision Deficiency” أو ما يعرف اختصارًا بـ CVD من البداية، فلن يربط القاريء بين الاسم الأدق والاسم الشائع كما فعل الآن. يدعى هذا تعزيز القراءة الموحية بالتناقض بالمناسبة.
بالعودة إلى قصور رؤية الألوان، نجد أن عددًا كبيرًا منا لا يفهم حقيقة مصطلح عمى الألوان، فهو لا يعني أن الشخص لا يرى الألوان علي الإطلاق، أو أنه يرى كل شيء باللون الرمادي. بينما الحقيقة هي أن الشخص المصاب بعمى الألوان لديه تناقض في رؤية الالوان فهو يرى عدد محدود منها حسب فئة عمى الألوان التي ينتمي إليها. تنطبق هذه القاعدة على 99٪ من المصابين بعمى الألوان أو قصور رؤية الألوان كما اتفقنا.
من المثير حقًا أن نعلم هنا أن عمى الألوان سمة مرتبطة بالنوع! حيث تشير الإحصائيات إلى شيوع المرض بين الرجال عن النساء. حيث يحدث لقراية 7٪ من الذكور، و0.5٪ من النساء. هذه نسبة مفجعة للرجال هنا! تخيل أن لديك متجر إلكتروني مخصص لبيع ملابس للرجال، هل تعلم أن 8 من كل 100 زائر أو 1 من كل 12 زائر تقريبًا لديك لن يروا ألوان المنتجات علي طبيعتها خاصة إن كانت بالألوان الأخضر، الأزرق و الأحمر؟ أمر صادم، أليس كذلك؟
وبشكل عام، لعمى الألوان أنواع محددة وأكثر هذه الانواع إنتشاراً هو Deuteranomaly أو ما يمكن أن نسميه عمى اللون الأخضر والذي يجعل كل شيء يبدو باهتًا، وهناك عمى اللون الأحمر Protanopia الذي يجعل كل شيء يبدو مخضرًا قليلًا، وهناك عمى اللون الأصفر والأزرق Tritanopia الذي يجعل الأشياء تصطبغ بدرجة خفيفة من الأخضر الوردي، وأخيرًا هناك الحالة الأندر والأكثر جدارة باسم عمى الألوان الحقيقي Monochromacy والتي لا يرى المصاب بها أي لون على الإطلاق… فقط تدريجات من اللون الرمادي والأسود! تبلغ نسبة الإصابة بعمى الألوان الحقيقي 0.00003٪ فقط لا أكثر من عدد المصابين بقصور رؤية الألوان حول العالم!
المصادر : مدونة عالم الإبداع
وهذه مجموعة أخرى من الصور :