هل يحمّل الإسلام المرأة مسؤولية أول مخالفة في التاريخ البشري؟
من المشهور عند الأديان الأخرى وربما سرى ذلك إلى بعض المسلمين أيضاً، أنّ المرأة تتحمّل مسؤوليّة أوّل خطأ قام به الإنسان وأنّها كانت السبب في وقوع آدم عليه السلام في مخالفة الأمر الإرشادي، فهي التي زيّنت له الأكل من الشجرة التي نهاهما الله تعالى عنها.
روى ابن عباس أنّه: “لمّا أكل آدم من الشّجرة التي نُهي عنها قال الله عزّ وجلّ ما حملك أن عصيتني؟ قال: ربّ زيّنت لي حواء. قال: فإنّي أعقبتها أن لا تحمل إلّا كرهاً ولا تضع إلّا كرهاً ودميتها في الشهر مرّتين. فلمّا سمعت حواء ذلك رنّت[1]، فقال لها: عليك الرنّة وعلى بناتك”[2].
وهذه الروايات لم تصح عندنا وهي تخالف ظاهر القرآن الكريم.
يقول تعالى: ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ * قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[3].
فهذه الآيات لم تميّز بين آدم وحواء عليهما السلام في هذا الموضوع، فالله تعالى خاطبهما معاً ووسوسة إبليس اللعين كانت لهما معاً.
معنى رَنَّ في المعجم الوسيط ـِ رَنِيناً: صوّت وصاح. وـ إِِليه: أصْغى.( أرَنَّ ): رَنّ. ويُقال: أرَنّت القوس في إنباضها، وأرنّتِ المرأَةُ في نَوحها،
[1] معنى رَنَّ ـِ رَنِيناً: صوّت وصاح. وإِليه: أصْغى.( أرَنَّ ): رَنّ. ويُقال: أرَنّت القوس في إنباضها، وأرنّتِ المرأَةُ في نَوحها، المعجم الوسيط .
[2] المستدرك، الحاكم النيسابوري، ج2، ص381.
[3] سورة الأعراف، الآيات: 19 – 23.
المصدر:شبكة المعارف الإسلامية – بتصرف