قلعة بعلبك
قلعة بعلبك لبنان
قلعة بعلبك من اشهر الاماكن الاثرية في لبنان وتقع في مدينة بعلبك وتضم العديد من المباني الاثرية التي ترجع الي عهد الدولة الرومانية وهي أحد اهم مواقع الجذب السياحي في المدينة ومن السهل بلوغه بإتباع الإشارات الموضوعة على الطريق. يوجد أيضاً موقف كبير مخصّص للقلعة فالقادم من بيروت، حين يصل إلى مدخل المدينة يجب أن يلتفت إلى اليسار، بقرب فندق بالميرا ويدخل إلى الموقف فيركن سيارته ويتوجّه سيراً على الأقدام إلى القلعة.
تاريخ القلعة:
من الوهلة الاولي لقراءة اسم قلعة بعلبك يخطر بالذهن انها احدي القلاع التي كانت تستخدم في الحروب والتحصينات الحربية وهذا ليس صحيح ولكنها تعود الي تجمع العديد من المعابد في مكان واحد فبعد ان اصبحت مدينة بعلبك مستعمرة رومانيه في عصر الامبراطور (اوقوستس) عام 16 قبل الميلاد وخلال الثلاثمائة عام التي تلت احتلال الرومان لمدينة بعلبك, قاموا ببناء ثلاثة معابد، واحاطوها بسور مبني من الحجارة العملاقة.
تم قطع صخور الجهة الجنوبية لبعلبك لبناء المعبد ، يوجد هناك حاليا صخرة ضخمه تم قطعها قبل أكثر من ألفي عام وتدعى (صخرة المرأة الحامل)، يبلغ طولها أكثر من 21 متر وتزن أكثر من 1000 طن.
لعدة قرون، كانت معابد بعلبك مدفونه تحت الانقاض، حيث كانت أول محاولة لاستعادتها ودراستها في عام 1898 م بواسطة بعثه ألمانيه، تلتها بعثه فرنسيه في العام 1922 م وبعد ذلك أكملت المديرية اللبنانية العامه للآثار العمل على آثار بعلبك.
يعتبر معبد جوبتير من أهم معابد بعلبك، وقد بدأ العمل على بنائه في الربع الأخير من القرن الأول قبل الميلاد واستمر حتى العام 68 م، ويجاوره معبد (باخوس)، وقريبا منهما مبنى دائري يدعي معبد (فينوس). ولكن في العام 313 م، كانت المسيحيه قد أصبحت الدين الرسمي للامبراطورية الرومانية، حيث قام الامبراطور البيزنطي كونستانتين بإغلاق معابد بعلبك ، وحــوّل معبد فينوس خلال العصر البيزنطي إلى كنيسة تكريماً للقديسة باربرا.
وفي عهد الفتوحات الإسلامية عام 636 م، تمت حماية هذه المعابد واعادة تسميتها إلى (القلعه) حيث ما زالت هذه التسميه مستخدمة حتى الآن. وخلال الحكم الاموي بني مسجد اثاره ما زالت امام مدخل الاكروبوليس إلى الشرق من مدخل المعبد الكبير. وعند مدخلها الجنوبي يقع مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين(ع). ويستطيع الزائر قبل مغادرته بعلبك مشاهدة بقايا جامع ام عياد الذي يقال انه بني على انقاض كنيسة مار يوحنا التي بناها البيزنطيون عندما كانوا متواجدين في المنطقة.
ايضاً من المعالم الاثرية الاخرى قبتا أمجد ودوريس، وهما عبارة عن بقايا لجامعين بنيا من حجارة استخدمت من معابد بعلبك. كما بإمكان الزائر رؤية محطة القطار التي تعود إلى حقبة الثلاثينات والتي بناها الفرنسيون في فترة انتدابهم للبنان. ويقدم فندق Palmyra الذي يعود تأسيسه إلى حوالي 120 سنة والواقع في الشارع المقابل للآثارات منظراً رائعاً للمقيمين، كما يحتوي على متحفه الخاص الذي يحكي تاريخ بعلبك في احدى صالاته. وقد استقبلت غرفه العديد من الشخصيات الهامة التي زارت بعلبك امثال الجنرال الفرنسي شارل ديغول والكاتب جان كوكتو.
وقد تاثرت الاماكن الاثرية بقلعة بعلبك بشتي انواع التدمير علي مر العصور ويلاحظ ذلك من كمية التهدم المووجودة بها.
ومن اقسام القلعة الأتي:-
الدكة
إن الهيكل مبنيّ على دكة ترتفع 7.3 أمتار فوق أرضية البهو. هذه الدكة مبنية بحجارة ضخمة من بينها ثلاثة أحجار في حائطها الغربي يبلغ طول الواحد منها 20 متراً وعرضها 3.6 متراً وعلوها 4.2 متراً. تعرف باسم التريليثون.
الرواق المقدم
هو عبارة عن بوابة ضخمة أقيم على طرفيها برجان يصل بينهما رواق يرتكز على إثني عشر عامود من الغرانيت وأمامهم درج تحيط به بنية نصف دائرية ذات مقاعد حجرية. كان الرواق مزيّن بالتماثيل وكان في جداره الداخلي ثلاثة أبواب بينهما أدراج لولبية تؤدّي إلى سقف الرواق.
البهو المسدس
هو فناء مكشوف للشمس تحيط به ستة أروقة ترتكز على ثلاثين عامود من الغرانيت. لا مثيل لهذا البهو في العالم الروماني وبنيته تعبّر عن الهوية السامية للهيكل. عام 395 م. جرى سقف البهو بقبة نحاسية مطلية بالذهب بعد تحويله إلى كنيسة. تشير بعض المصادر أن هذه القبة إقتلعت سنة 689 م. من موضعها ونُقلت إلى القدس لتُنصب على مسجد قبة الصخرة (رقم 3 في الخريطة).
الباحة الكبرى
يبلغ طولها 134 متراً وعرضها 112 متراً. تحتوي على أهم البنى الدينية، يحيط بها إثني عشر إيواناً مخصصاً للاحتفالات الدينية نظراً لكونها تقوم على تل إصطناعي يمثل تراكم المستويات السكنية التي تعاقبت في الموقع. عمد المهندسون على تدعيمه بإقامة أقبية ضخمة لحصر جوانبه الشمالية والجنوبية، فيما كانت دكة الهيكل تحصره من الغرب
المذبح والبرج
ترتفع في الباحة الكبرى بنيتان أساسيتان في طقوس تكريم الآلهة: المذبح حيث كانت تُقدَّم الأضاحي الصغيرة والبرج حيث تُقدَّم الأضاحي الكبيرة، وهو أشبه بمنصة كبيرة تتيح للحجّاج أداء بعض الفرائض أو مشاهدة تمثال الاله في عمق الهيكل
العامودان وأحواض التبريك
يقوم على جانبي البرج عامودان واحد من الغرانيت الأحمر والآخر من الغرانيت الرمادي. فضلاً عن ذلك هناك حوضَين اثنَين يحتويَين على مياه التبريك
معبد جوبيتر أو المعبد الكبير
يصل الحجاج المعبد بعد اجتيازهم عدداً من المراحل التي تفرضها الطقوس السامية. يبلغ طول المعبد 88 متراً وعرضه 48 متراً يقوم على دكة يبلغ ارتفاعها عشرين متراً فوق أرض المدينة وبنيت بحجارة ضخمة، ومن بينها ثلاثة أحجار في حائطها الغربي ذاع صيتها منذ القدم على أنها من أكبر الحجارة المستعملة للبناء في العالم. كان يحيط به أربعة وخمسون عاموداً، والعامود مع تاجه وقاعدته خمس قطع مجموع ارتفاعها عشرون متراً، وقطر العامود متران وربع. لم يبقى من هذه الأعمدة إلا ستة. يعلو صف العواميد إفريز مزيّن برؤوس ثيران وأسود. يصعد إلى المعبد بدرج ذي ثلاث مساطب
معبد باخوس أو المعبد الصغير
يمتاز بكونه أفضل الهياكل الرومانية حفظاً ومن أبدعها نقشاً وزخرفةً. من الأرجح أن يكون المعبد مكرساً لتكريم الإله الشاب في الثالوث البعلبكي وما من دليل قاطع على هوية صاحبه. إن نسبه للإله باخوس خطأ ناتج عن تفسير النقوش التي تزيّن الهيكل بأنها تمثل الكرمة. المعبد فائق الزخرفة خصوصاً في بابه وسقف رواقه. يمكن الوصول إليه بدرج شرقي عريض ينتهي إلى دكة محكمة بطول ثمانية وستين متر وعرض أربعة وثلاثين متر وارتفاع خمسة أمتار، يطوقها خمسون عاموداً، تشكل مع جدران الهيكل رواقاً مسقوفاً بالحجارة الحافلة بالزخرفة وصور الآلهة
متحف هياكل بعلبك
يقع المتحف في الجزء السفلي من هيكل جوبيتر وفي البرج الجنوبي من القلعة. افتتح عام 1998 في العيد المئوي لزيارة الإمبراطور فيلهلم الثاني إلى بعلبك. فيه تماثيل وقطع أثرية ومعلومات عن الحقبات البرونزية والهلّنستية والرومانية بالإضافة لمعرض صور قديمة للألماني هرمن بوركاردت عن الهياكل والبدو والتركمان الذين عاشوا في هذه المنطقة. قيمة المتحف الرئيسية تكمن في الخرائط والصور التي تشرح كيف ولماذا تمّ بناء الهياكل الرومانية.
مسجد إبراهيم
مسجد من الفترة الأيوبية بني عندما تم تحويل المعابد إلى قلعة. يعرف المسجد باسم مسجد إبراهيم، نسبةً للنبي إبراهيم الخليل.
البرج المملوكي/ القلعة العربية
البرج المملوكي: بنى المماليك هذا البرج في القرن الخامس عشر ليكون مقر نائب السلطنة في بعلبك وقد عرف باسم دار السعادة.
القلعة العربية: تعود إلى الفترة الأيوبيى.والفترة المملوكية وهي عبارة عن مجموعة أبراج وجدران ضخمة إلى جانب مسجد على إسم إبراهيم الخليل. أعاد المماليك بناؤها بعد الدمار الذي أصابها جراء الزحف المغولي سنة 1258 م.
المصادر:
موقع PlaceKa