ان اعظم ما في واقعة اال25 من ايار ان الانسحاب الصهيوني من لبنان كان هزيمة مذلة وان العدو خرج بلا قيد ولا شرط ولا مفاوضات ولا اعتراف من لبنان ولا التزامات ولا ضمانات ولا جوائز ولا مكاسب. خرج لسبب وحيد هو عجزه عن البقاء في ارضنا. ان الانتصار في 25 ايار دق اخر مسمار في نعش مشروع اسرائيل الكبرى. .انتقل الصهاينة الى مشروع اسرائيل العظمى التي تبنى كيانها على ارض فلسطين التاريخية وباحسن الاحوال تمنح للفلسطينيين حكما ذاتيا اداريا في قطاع غزة وبعض الضفة الغربية. ولتكون الدولة الاقوى في المنطقة والدولة الاكثر مهابة في المنطقة والاشد تاثيرا في اقتصاديات المنطقة وسياسات المنطقة وامن المنطقة. وعملت الادارة الامريكية وكل العالم على مساعدة اسرائيل لتنتقل من مشروعها الفاشل الى مشروعها الجديد ولكن بعد شهور قليلة من سقوط مشروع اسرائيل الكبرى انطلقت الانتفاضة المباركة في فلسطين لتهز بعنف مشروع اسرائيل العظمى. فاذا بالحدود التاريخية لفلسطين تتهاوى ،واذا باسرائيل العظمى تهتز واذا باعتى عتات الصهيونية. شارون يقدم خطة يتبناها اليوم خليفته غير المبارك اولمرت وهي خطة الانطواء.
لتعرفوا معنى ال 25 من ايار وما اسس له ال 25 من ايار. واليوم قيل من قبل عدد من المسؤولين بكل صراحة: اذا كان عيد استقلال لبنان عيدا وطنيا بامتياز فان عيد المقاومة والتحرير هو عيد وطني وقومي وعيد للامة كلها بامتياز. في مثل هذا اليوم سقطت اسرائيل الكبرى وبعدها بقليل اهتزت اسرائيل العظمة وبعدها انتقلوا الى الانطواء والاختفاء. خلف جدار عال وباطون مسلح: “وظنوا ان حصونهم مانعتهم من الله” ومن المجاهدين الاشداء.خطة الانطواء هو بداية الهزيمة لمشروع اسرائيل العظمى.
بالفعل بدء زمن الانتصار وولى زمن الهزائم في مواجهة اسرائيل، وتولّد ايمان عظيم بقدرة شعوبنا على استعادة الحياة من فم الموت ،وعلى انتشال الامل من بطن اليأس.
* كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في العيد السادس للمقاومة والتحرير 25/5/2006