الأمنيات والآمال الكاذبة والتافهة أحد الأسباب التي تهيىء الأرضية النفسية للذنب، حيث إن الانسان يطلب السعادة والرقي بدون حركة او عمل ما، ويظل سارحاً في الخيال مرتكباً الآثام والذنوب، ويقول بأن الله جل وعلا هو أرحمّ الراحمين. إن هذا الأمل ليس نقصاً في طريق التكامل فحسب بل أرض مهيئة لإنبات بذور الذنب في نفسية الانسان.
جاء في الآية 218 من سورة البقرة قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
ففي جانب الأمل في هذه الآية الكريمة هنالك الايمان والهجرة والجهاد، وفي المثل القائل في الأسواق: إن المفلس لا يعطى ديناً ولا قرضاً فيجب أن يكون عنده مقدار من المكانة والمال ليطمئن المقابل إليه.
قصة معبرة:
“قال طاووس اليماني: رأيت رجلاً يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب وهو يدعو ويبكي في دعائه فجئته حيث فرغ من الصلاة، فاذا هو علي بن الحسين (عليهما السلام) فقلت له: يا ابن رسول الله رأيتك على حالة كذا، ولك ثلاثة ارجو أن تؤمنك من الخوف، احدها انك ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والثانية شفاعة جدك والثالث رحمة الله.
فقال: يا طاووس أما اني ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا يؤمنني، وقد سمعت الله تعالى يقول: ﴿فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ﴾ (المؤمنون / 101)
وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني لأن الله تعالى يقول: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ (الانبياء / 28)
وأما رحمة الله فإن الله يقول: ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (الاعراف / 56) ولا أعلم أني محسن (1).
فالنتيجة لابد ان يكون مع الأمل الإيمان والعمل الصالح وإلا فقولنا الحلويات لفظاً لا يجعلنا نتذوقها طعماً.
* الشيخ محسن قراءتي – بتصرّف
* شبكة المعارف الإسلامية – بتصرف
(1) بحار الانوار ج 46 ص 89 عوالم ج 18 ص 120.